الدار البيضاء 24 شوال 1384 الموافق 27 آذار 1965
صاحب الجلالة الملك فيصل آل سعود المعظم
يا صاحب الجلالة
في هذه الأيام الفضيلة التي تصل فيها قوافل الحجيج من مشارق الأرض ومغاربها الى أرض العربية السعودية، تتجه قلوب المؤمنين الذين لم تكتب لهم أن يكونوا في عداد أولئك المحظوظين، الى هذه البقاع الطاهرة ويتوجهون بأفئدتهم شطر البيت الحرام ضارعين الى الله العليّ القدير أن يتقبّل دعاء الحجيج وأن يعلي كلمة الحق والدين ويجمع على الخير والهدى شمل المسلمين.
وﺇنيّ يا صاحب الجلالة كفرد ممن يروا الرجوع الى الدين والتمسك بأهدابه خير سبيل للقضاء على الأنظمة الهدّامة التي تفشّت في كثير من ديار الاسلام لأتوجّه بكلّيتي الى تلك الرحاب مبتهلا" ضارعا" شأن غيري .
انّ الآمال معقودة عليكم يا صاحب الجلالة في حفظ الاسلام بعد أت تنكّر لمبادئه السامية وحاد عن تعاليمه القويمة كثير من حكام المسلمين.
وانّ الرجاء معقود عليكم يا صاحب الجلالة في السير بالعربية السعودية قدما" في معارج التطور والرقيّ لتكون نموذجا" حيّا" على أن ما تتطلّبه المجتمعات من عدالة اجتماعية وضمان اجتماعي وتكافؤ للفرص في ظل نظام يحترم الانسان ويصون كرامته ويحمي رزقه الحلال، كل ذلك يأتلف مع مبادئ الاسلام وتعاليمه وتمكين تحقيقه في كنف هذه المبادىء والتعاليم.
واننا لنتبع والفرحة تملأ جوانحنا ما تقومون به يا صاحب الجلالة من جهود واصلاحات في شتّى الميادين.ولسوف تقطفون بحول الله وقوّته ثمارا" يانعة يهلل لتباشيرها كل مخلّص اذ يرى العربية السعودية تعمّ أرضها البحبوحة الرخاء وتسود شعبها المحبة والاخاء، وينعم أهلها بالطمأنينة الحقيقية والكرامة الانسانية الحقّة.
وﺇنّني يا صاحب الجلالة اذ أعرب عن هذه المشاعر التي تختلج في أعماق نفسي لأنتهز حلول عيد الأضحى المبارك لأقدّم لجلالتكم أسمى آيات التهاني أعاده الله عليكم سنين عديدة بالعزّ والمجد وجعل عهدكم الميمون عهد بركة ورخاء وأدام جلالتكم ذخرا" وسندا" للعروبة والاسلام
الوفي المخلص